استطاع علماء الآثار اكتشاف طبقة سوداء سمكها حوالى 15 مترًا، من فحم الخشب والرماد وطوب منصهر وأوان خزفية، عمرها 3600 عام، وذلك بعد عمليات حفر في مدينة تل الحمام القديمة التي تقع شمال شرق البحر الميت، والتي تعود إلى العصر البرونزي.
وكان بدأ العلماء قبل سنوات عدة بعمليات الحفر، وعثروا على إثباتات تفيد بأنّ المدينة دُمّرت تمامًا في العام 1650 قبل الميلاد، نتيجة انفجار نيزك جليدي هائل فوقها.
ويشير الاكتشاف، وفق تقرير لموقع "عمون" الإخباري، إلى أنّ المدينة تعرضت لعاصفة نارية دمرتها تماماً، كالانفجار الذي حصل العام 1908 في منطقة بودكامنا تونجوسكا في روسيا. واعتقد العلماء في البداية أنّ أسباب الكارثة ربما ثوران بركان، زلزال، حريق، أو حرب. ولكن جميع هذه العوامل لا تسبب ارتفاع درجات حرارة تصهر المعادن والطوب والأواني الخزفية، وأظهرت التجارب المخبرية أن هذا يحصل فقط في درجة حرارة 1500 درجة مئوية وما فوق.
ووفقا لحسابات الخبراء، تكوّنت الكرة النارية فوق المدينة على ارتفاع حوالى أربعة كيلومترات فوق سطح الأرض، حيث كانت قوة الانفجار أعلى بألف مرة من قوة انفجار القنبلة الذرية في هيروشيما. الأمر الذي أدى فوراً إلى اشتعال النيران في المدينة بكاملها، تبعتها موجة ضاربة دمرت جميع المباني وقضت على كافة الكائنات الحية فيها.
وبعد نحو دقيقة، وصلت الموجة الضاربة وألسنة اللهب إلى مدينة أريحا التي تبعد مسافة 22 كيلومترًا غرب تل الحمام، ما تسبب في انهيار أسوارها واحتراقها بالكامل.
ولاستعادة صورة هذه الأحداث، تطلّب الأمر 15 عامًا من عمليات الحفر، ليضع العلماء على ضوء نتائجها نموذجا حاسوبياً للانفجار. إذ يعتمد على مؤشرات اصطدامات الأجسام الفضائية والانفجارات النووية.
وحصل الباحثون على أدلة مادية تؤكد حصول هذا الانفجار، من بينها دقائق معدنية تنتج فقط عند الاصطدامات والضغوط العالية جداً.
إلى ذلك، يعتقد الباحثون أنّ كارثة تل الحمام هي أساس الرواية التوراتية عن تدمير مدينتي سدوم وعمورة، التي وفقًا لوصف التوراة، سقطت عليها من السماء الحجارة والنار، وبسبب الحرائق تصاعد دخان كثيف ومات سكان المدينتين جميعاً.
ووفق الابحاث المبدئية، يرجع تاريخها للفترة بين 3500- 1540 قبل الميلاد حيث تم هجر المدينة فجأة.
كما تشير أغلب الدلائل الى أن مدينة سدوم، وجزء من مدينة عمورة المذكورتين في سفر التكوين بالعهد القديم كانتا مملكتين واقعتين على نهر الأردن نحو الشمال من البحر الميت حاليًا، وأنها كانت فخمة وخضراء وماؤها عذبة، وفقاً للباحثين.